مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/13/2022 02:15:00 م

كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارها و تفسير لغزها؟ - الجزء الثاني -
كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارها و تفسير لغزها؟ - الجزء الثاني -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
     
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق

كل المظاهر والأدلة الأثرية تؤكد حدوث موجة دمار رهيبة اكتسحت المنطقة كلها في تلك الفترة، ومسحت كل معالم الحضارة في طريقها

 حضارة أوغاريت في سوريا، والحضارة المينوسية ، والحضارة الموكيانية وهي أقدم حضارات اليونان، انهارت جميعها لدرجة أنها اختفت تماماً من سجلات التاريخ.

استغرقت هذه الأماكن حوالي ألف سنة لتظهر فيها الحضارة مرة أخرى

 والذي أدى إلى اختفاء الحضارات القديمة أمر غير واضح بشكل مؤكد، وفي واحد من أهم ألغاز انتهاء العصر البرونزي وبداية العصر الحديدي.

- يقول المؤرخ الأمريكي روبرت روز أنه في خلال أربعين أو خمسين سنة فقط، تم تدمير كل المدن الكبرى في منطقة شرق البحر المتوسط، وأنه بعد عام ١٢٠٠قبل الميلاد، لم يعد هناك ولا مدينة قائمة في منطقة |شرق البحر المتوسط|.

طبيعة هذه المنطقة من العالم قبل الانهيار.

نحن نتوهم بأن مدن حضارات العالم القديم كانت عبارة عن جزر منفصلة عن بعضها، عندما نرى آثارها المختلفة في عدة أماكن هنا وهناك، فمن الطبيعي أن نعتقد أن هذه الشعوب كانت بعيدة عن بعضها البعض، ولا أي حضارة منهم تعرف بوجود الحضارة الأخرى.

وبالفعل فقد كانوا يعيشون في عالم صغير نسبياً في مدن صغيرة، عدد سكانها لا يتجاوز العشرة ألاف، وكان العالم في ذلك الوقت يبدأ من اليونان وينتهي في |إيران|

اليونان في شمال البحر المتوسط تحكمها الدولة الموكيانية والحضارة المصرية في الجنوب، و كانت كلا الحضارتين قد خرجتا لتوهما من |حروب أهلية| مدمرة، وتحاول كل منهما أن تتعافى وتسترد قوتها.

وفي أقصى الشرق الحضارة البابلية والتي كانت تحكم من قبل السلالة الكيشية، وإلى الشمال من البابليين كانت |الحضارة الآشورية| والتي تسيطر على السهول في شمال العراق وسوريا، وإلى الشمال أيضاً نجد الإمبراطورية الحيثية.

  وهكذا كانت خارطة العالم بمفهوم سكان مناطق العالم في ذلك الوقت، تلك كانت حياتهم وذلك هو عالمهم.

 هذه الحضارات الصغيرة نسبياً كان يسود فيما بينها مشاعر الشك وعدم الثقة

 ولكن في الحقيقة كانت معتمدة على بعضها بشكل كبير  لأن التجارة بينهم كانت ثاني أهم نشاط اقتصادي بعد الزراعة، كانت السياسة والحرب تفرق بين هذه الحضارات، ولكن كانت توحدهم التجارة، وخصوصاً أن معظمهم كان يطل على البحر المتوسط، والذي يعتبر بحيرة داخلية هادئة بدون تيارات أو عواصف، وظروفه الجوية عموماً تسمح بالملاحة طوال السنة.

وكان هناك تبادل للثقافة والفنون، حالات زواج متبادلة فيما بينهم حتى بين ملوك وأمراء هذه الحضارات، مثل زواج الملك آمورابي آخر ملوك أوغاريت السورية من أميرة من أميرات الحيثيين.

 أضف إلى ذلك بأننا نتحدث عن حضارات تنتمي لعصر اسمه العصر البرونزي

 والبرونز هو عبارة عن سبيكة من النحاس والقصدير بنسبة عشرة على واحد، وكان البرونز عماد الصناعات المعدنية في ذلك العصر، ومن ضمنها صناعة السلاح، لدرجة أن هذا العصر سمي بالعصر البرونزي.

إقرأ المزيد .............

تهاني الشويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.